حور محب.. المحارب القوي ومؤسس دولة الرعامسة
آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة من 1320 ق م إلى أواخر 1292 ق م، الذي انحدر من مدينة "حوت نسوت" في مصر الوسطى، نشأ وترعرع بها وتولى منصب الكاتب الملكي، بعد أن ترك وظيفة الكاتب المتخصص للجنود المستجدين، والمشرف على محاجر الكوارتز"، وبعد منصب الكاتب الملكي أصبح قائدًا عامًا لقوات الجيش في المملكة المصرية القديمة، وكبير أمناء الملك، المقيم في منف.
حينما تولى الملك توت عنخ آمون الحكم أنعم عليه بلقب الأمير "إربع Erpa" والذي حمله من قبله الوزير الحكيم الذي عمل مع الملك أمنحتب الثالث، ولا شك أن هذا اللقب الذي ميزه عن باقي الوزراء قد ساعده بصفته أميرًا وقائدًا عاما على أن يعينه الملك كخليفة له.
حينما كان خليفة للملك، نُحِتت تماثيله الجميلة التي كانت على هيئة "الكاتب" في كل من طيبة ومنف، وشيد كذلك في سقارة بناءه الجنائزي الضخم ومن نقوشه البارزة المتدفقة بالحيوية والتي تخلد أعماله في شمال مصر وجنوبها، ومنها منظر تقديمه الجزية والأسرى للملك، ويُشار إلى أنه قاد بعض العمليات الحربية لتدعيم البقية الباقية من الإمبراطورية.
حينما مات الملك "توت عنخ آمون" أعتلى العجوز المسن المدعو "آي" العرش كملك، ولكن لم يجلس على العرش من بعد "آي" ابنه الأمير "نخت مين". ولكن في طيبة، وبقوة دفع الإله حورس له، توّج الإله آمون الأمير "حور محب" لاعتلاء العرش. عنئذ فرض أسماءه هو مكان أسماء توت عنخ آمون.
أصدر حور محب مرسومًا هامًا ينص على الإجراءات والقوانين اللازمة لحماية الأملاك الخاصة وطرق المواصلات للتخلص من مظاهر الابتزاز العنيف، وإعادة تنظيم هيكل المناطق العسكرية، والمجالس الإدارية بالأقاليم.
أجرى حور محب توسعات معمارية في الكرنك، وقام بتشييد الصرحين التاسع والعاشر في الجنوب، والصرح الثاني في الغرب والذي قام الرعامسة الأوائل بزخرفتها، وللقيام بهذه الأعمال كان لابد من فك المعابد الآتونية التي كانت قد شيدت في عهد الملك أخناتون في طيبة ثم إعادة استدام أحجارها، وقام حور محب كذللك باسترجاع وتوسيع معبد الملك آي الجنائزي.
ملأ "حور محب" أوساط الكهنة ورجال الدين بالعملاء المختارين من الجيش، وتركزت سياسته على إبعاد ورثة البلاط العمارني، وعلى تنصيب قيادات جديدة، واختار حور محب وزيره "رمسيس" الذي كان قائدا عسكريًا مثله ليخلفه على العرش، وهذا بدوره شارك أبنه الأكبر ستي، من رجال الجيش أيضًا، معه في الحكم.